3. DLAWABITHUL KUFR
Deskripsi Masalah
Dewasa
ini aksi pengkufuran terhadap kelompok atau golongan yang berbeda penafsiran
terhadap ajaran agama semakin merebak.
Padahal sebagaimana kita ketahui bahwa menuduh orang lain kufr berarti
konsekuensinya menghalalkan harta benda dan darahnya.
Oleh karenanya,
mengkufrkan pada sesama muslim hanya karena faham dan penafsiran
terhadap ajaran Islam, apalagi ajaran yang multi interpretasi perlu dihindari.
Berkaitan dengan istilah kufr ini,
terdapat juga istilah bid’ah yang dianggap sesat dan memiliki
konsekuensi seperti kufr, berdasarkan hadits: “kullu bid’atin
dlolâlatun wa kullu dlolâlatin finnâr”,
Hadits ini juga dipakai sebagai dasar untuk melegitimasi tindakan
orang-orang yang meng-kufr-kan atau mem-bid’ah-kan siapa saja
yang tidak sejalan dengan pemahamannya.
Pertanyaan :
1.
Bagaimana pengertian kufr dan
klasifikasinya?
2.
Apa saja ukuran seseorang
dikatakan kafir?
3.
Apa saja kriteria bid’ah, dan apakah
bid’ah identik dengan kufr ?
Jawaban :
1.
Pengertian Kufr
Secara
etimologi, al-kufr berarti as-satr wa ath-taghthiyah (tutup).
Malam disebut juga dengan kufr (yang menutupi), karena dengan
kegelapannya menutupi segala sesuatu. Sedangkan menurut terminologi, kufr
berarti mengingkari apa yang sudah pasti dibawa Rasulullah saw (inkaru ma
‘ulima bi adl-dlarurah maji’u ar-rasul bihi)
2.
Pembagan Kufr
Para
ulama mengklasifikasikan kufr menjadi empat macam:
a.
Kufr Inkar, yaitu seseorang
mengingkari dan tidak mengakui Allah sama sekali, seperti kufurnya Fir’aun.
b.
Kufr Juhud, yaitu seseorang
mengakui Allah dalam hatinya hanya saja lisannya tidak pernah menyatakan
pengakuannya itu, seperti kufurnya Iblis.
c.
Kufr ’Inad, yaitu seseorang
mengakui Allah dalam hatinya dan menyatakan pengakuannya tersebut dengan
lisannya hanya saja tidak mau menjadikannya sebagai suatu keyakinan, seperti
kufurnya Umayah bin Abi Shalt dan Abi Thalib.
d.
Kufr Nifaq, yaitu seseorang
mengakui dengan lidahnya hanya saja hatinya tidak mau mengakuinya.
e.
Kufr Ni’mah
3.
Ukuran seseorang dikatakan kafir adalah ingkar
terhadap rukun iman, rukun Islam dan sesuatu yang diketahui secara pasti dari
Rasulullah (ma ‘ulima bidl dlarurah maji’ur Rasul bihi)
4.
Secara bahasa bid’ah adalah suatu yang baru. Sedangkan secara istilah
adalah memunculkan sesuatu yang baru
sepeninggal Nabi Muhammad SAW. dalam masalah agama setelah sempurna.
Ulama
mengklasifikasikan bid’ah menjadi dua; pertama, mahmudah (terpuji) atau hasanah
(bagus); kedua, madzmumah (tercela) atau sayyiah (jelek). Bid’ah mahmudah
atau hasanah adalah sesuatu yang baru dan sesuai al-Qur’an,
as-Sunnah, atsar shahabat, atau ijma’ sebagai sumber syari’at Islam. Sedangkan
bid’ah madzmumah atau sayyi’ah adalah sesuatu yang baru dan tidak
sesuai dengan Syari’at Islam.
Ditinjau dari
sisi hukum, bid’ah ada lima macam;
1.
Wajib, seperti merumuskan dalil-dalil ‘aqli
dalam bidang teologi untuk menolak pemikiran atheisme (al-mulahadah) dan
semacamnya;
2.
Mandub/sunnah, seperti menulis karya
ilmiah, membangun gedung-gedung sekolah, perguruan tinggi, pesantren, dan
sebagainya.
3.
Mubah, seperti mengembangkan resep makanan,
mushafahah setelah Shalat dan sebagainya.
4.
Makruh, seperti shalat memakai pakaian yang
dapat mengganggu kekhusyu’an Shalat dan sebagainya.
5.
Haram, seperti mengembangkan dan
menyebarkan pemikiran yang bertentangan dengan syari’at Islam, seperti
pemikiran-pemikiran faham qadariyyah, murji’ah, dan sebagainya.
Dalam kaitannya dengan kekufuran, tidak semua bid’ah
identik dengan kekufuran. Hanya bid’ah yang bertentangan dengan dalil-dalil
qath’i saja yang menyebabkan kekufuran.
أقوال العلماء :
قال الخازن :
وأصل الكفر في اللغة الستر والتغطية، ومنه سمي الليل
كافرا لأنه يستر الأشياء بظلمته قال الشاعر، في ليلة كفر النجوم غمامها، أي سترها
والكفر على أربعة أضرب: كفر إنكار وهو أن لا يعرف الله أصلا ككفر فرعون وهو وقوله
ما علمت لكم من إله غيري، وكفر جحود وهو أن يعرف الله بقلبه ولا يقر بلسانه ككفر
إبليس، وكفر عناد وهو أن يعرف الله بقلبه ويقر بلسانه ولا يدين به ككفر أمية بن
أبي الصلت وأبي طالب حيث يقول في شعر له:
ولقد علمت بأن دين محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحا بذاك مبينا
وكفر نفاق، وهو أن يقر بلسانه ولا يعتقد صحة ذلك
بقلبه، فجميع هذه الأنواع كفر. وحاصله أن من جحد الله أو أنكر وحدانيته أو أنكر
شيئا مما أنزله على رسوله أو أنكر نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أو أحدا من الرسل
فهو كافر فإن مات على ذلك فهو في النار خالدا فيها ولا يغفر الله له نزلت في مشركي العرب.
(علاء الدين علي بن محمد بن إبراهيم البغدادي الشهير بالخازن، تفسير الخازن / لباب
التأويل في معاني التنـزيل، بيروت، دار الفكر، سنة 1399 هـ. / 1979 مـ.، ج 1، ص
31-32)
قال الشربيني :
ولما ذكر الله تعالى خاصة
عباده وخاصة أوليائه بصفاتهم التي أهلتهم للهدى والفلاح عقبهم بذكر أضدادهم العتاة
المردة الذين لا ينفع فيهم الهدى ولا تغني عنهم الآيات والنذر بقوله تعالى: ﴿إن الذين كفروا﴾ الكفر لغة ستر النعمة،
وأصله الكفر بالفتح وهو الستر، ومنه قيل للزراع والليل كافر ولكمام الثمر كافور،
وفي الشرع إنكار ما علم بالضرورة مجيء الرسول به، وينقسم إلى أربعة أقسام: كفر
إنكار، وكفر جحود، وكفر عناد، وكفر نفاق، فكفر الإنكار هو أن لا يعرف الله أصلا
ولا يعترف به، وكفر الجحود هو أن يعرف الله بقلبه ولا يقرّ بلسانه ككفر إبليس
واليهود، قال الله تعالى: ﴿فلما جاءهم ما عرفوا كفروا
به﴾ (البقرة ، 89) وكفر العناد هو أن يعرف الله بقلبه ويعترف بلسانه
ولا يدين به ككفر أبي طالب حيث يقول:
ولقد علمت بأن دين
محمد من خير أديان البرية دينا
لولا الملامة أو حذار مسبة لوجدتني سمحاً بذاك مبينا
وأمّا كفر النفاق فهو أن
يقرّ باللسان ولا يعتقد بالقلب وجيع هذه الأقسام من لقي الله تعالى بواحد منها لا
يغفر له قال الله تعالى: ﴿إن الله لا يغفر أن يشرك به﴾ (سورة النساء ، آية 48 و 116). (محمد بن أحمد الخطيب الشربيني، السراج المنير في الاعانة على
معرفة بعض معاني كلام ربنا الحكيم الخبير، بيروت، دار الكتب العلمية، ج 1، ص 26-27)
قال الغزالي :
والذي ينبغي أن يميل المحصل إليه: الاحتراز من
التكفير ما وجد الإنسان إلى ذلك سبيلا، فإن استباحة الدماء والأموال من المصلين
إلى القبلة، المصرحين بقول: "لا إله إلا الله محمد رسول الله"، خطأ.
والخطأ في ترك ألف كافر أهون من الخطأ في سفك محجمة من دم مسلم. (أبو حامد
الغزالي، الإقتصاد فى الإعتقاد، جدة، دار المنهاج، ط 1، 1429هـ.، / 2008 مـ.، ص
308)
قال الغزالي :
أما الوصية: فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك،
ما داموا قائلين "لآ إله إلا الله محمد رسول الله"، غير مناقضين لها.
والمناقضة: تجويزهم الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، بعذر أو غير عذر، فإن
التكفير فيه خطر، والسكوت لا خطر فيه. (أبو حامد الغزالي، فيصل التفرقة (في
"مجموعة الرسائل" للإمام الغزالي)، بيروت، دار الكتب العلمية، سنة 2006
مـ.، ط 4، ص 89)
قال أبو الحسن الأشعري:
وندين بأن لا نكفر أحدا من أهل القبلة بذنب يرتكبه ما لم يستحله
كالزنا والسرقة وشرب الخمر كما دانت بذلك الخوارج، وزعمت أنهم كافرون، ونقول إن من
عمل كبيرة من هذه الكبائر مثل الزنا والسرقة وما أشبهها مستحلا لها غير معتقد
لتحريمها كان كافرا. (أبو الحسن علي بن إسماعيل بن أبي بشر الأشعري، الإبانة عن
أصول الديانة، بيروت، دار الكتب العلمية، سنة 1426هـ. / 2005 مـ.، طبعة 2، ص 17)
قال النووي
شرحا لحديث (أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ وَخَيْرُ
الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ وَشَرُّ اْلأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ
ضَلاَلَةٌ) رواه مسلم:
"قوله صلى الله عليه وسلم: (وكل بدعة
ضلالة) عام مخصوص, والمراد غالب البدع. قال أهل اللغة: هي كل شي عمل على غير مثال
سابق. قال العلماء: البدعة خمسة أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. فمن
الواجبة: نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين وشبه ذلك. ومن المندوبة
: تصنيف كتب العلم, وبناء المدارس والربط وغير ذلك. ومن المباح: التبسط في ألوان
الأطعمة وغير ذلك. والحرام والمكروه ظاهران. وقد أوضحت المسألة بأدلتها المبسوطة
في تهذيب الأسماء واللغات, فإذا عرف ما ذكرته علم أن الحديث من العام المخصوص.
وكذا ما أشبهه من الأحاديث الواردة, ويؤيد ما قلناه قول عمر بن الخطاب رضي الله
عنه في التراويح: نعمت البدعة. ولا يمنع من كون الحديث عاما مخصوصا. قوله: (كل
بدعة) مؤكدا "بكل", بل يدخله التخصيص مع ذلك. (صحيح مسلم بشرح النووي،
يحيى بن شرف بن مري النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392، ط 2, ج 6, ص
154-156)
قال العسقلاني :
والمحدثات بفتح الدال جمع محدثة والمراد بها ما أحدث
وليس له أصل في الشرع، ويسمى في عرف الشرع بدعة. وما كان له أصل يدل عليه الشرع
فليس ببدعة، فالبدعة في عرف الشرع مذمومة بخلاف اللغة فإن كل شيء أحدث على غير
مثال يسمى بدعة سواء كان محمودا أو مذموما، وكذا القول في المحدثة، وفي الأمر
المحدث الذي ورد في حديث عائشة (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد) كما تقدم
شرحه ومضى بيان ذلك قريبا في كتاب الأحكام، وقد وقع في حديث جابر المشار إليه وكل
بدعة ضلالة، وفي حديث العرباض بن سارية (وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة)
وهو حديث أوله (وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة) فذكره وفيه هذا
أخرجه أحمد وأبو داود والترمذي وصححه بن ماجة وابن حبان والحاكم وهذا الحديث في
المعنى قريب من حديث عائشة المشار إليه وهو من جوامع الكلم. قال الشافعي البدعة
بدعتان محمودة ومذمومة، فما وافق السنة فهو محمود وما خالفها فهو مذموم أخرجه أبو
نعيم بمعناه من طريق إبراهيم بن الجنيد عن الشافعي. وجاء عن الشافعي أيضا ما أخرجه
البيهقي في مناقبه، قال: المحدثات ضربان؛ ما أحدث يخالف كتابا أو سنة أو أثرا أو
إجماعا فهذه بدعة الضلال، وما أحدث من الخير لا يخالف شيئا من ذلك فهذه غير مذمومة
انتهى. وقسم بعض العلماء البدعة إلى الأحكام الخمسة؛ وهو واضح، وثبت عن بن مسعود
أنه قال: (قد أصبحتم على الفطرة وأنكم ستُحدِثون ويُحدَث لكم، فإذا رأيتم محدثة
فعليكم بالهدي الأول) فمما حدث تدوين الحديث ثم تفسير القرآن ثم تدوين المسائل
الفقهية المولدة عن الرأي المحض ثم تدوين ما يتعلق بأعمال القلوب. (أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، فتح الباري
شرح صحيح البخاري، المحقق؛ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، بيروت، دار الكتب العلمية،
سنة 1410 هـ. / 1989 مـ.، طبعة 1، ج 13، ص 314-315)
وقال أيضا في هذا الباب :
وأما قوله في حديث العرباض فإن كل بدعة ضلالة بعد
قوله وإياكم ومحدثات الأمور فإنه يدل على ان المحدث يسمى بدعة. وقوله كل بدعة
ضلالة قاعدة شرعية كلية بمنطوقها ومفهومها. أما منطوقها فكأن يقال حكم كذا بدعة
وكل بدعة ضلالة فلا تكون من الشرع لأن الشرع كله هدى فإن ثبت أن الحكم المذكور
بدعة صحت المقدمتان وانتجتا المطلوب. والمراد بقوله كل بدعة ضلالة ما أحدث ولا
دليل له من الشرع بطريق خاص ولا عام. وقوله في آخر حديث بن مسعود وأن ما توعدون
لآت وما أنتم بمعجزين أراد ختم موعظته بشيء من القرآن يناسب الحال. وقال بن عبد
السلام في أواخر القواعد: "البدعة خمسة أقسام؛ فالواجبة كالاشتغال بالنحو
الذي يفهم به كلام الله ورسوله لأن حفظ الشريعة واجب ولا يتأتى إلا بذلك فيكون من
مقدمة الواجب وكذا شرح الغريب وتدوين أصول الفقه والتوصل الى تمييز الصحيح
والسقيم، والمحرمة ما رتبه من خالف السنة من القدرية والمرجئة والمشبهة، والمندوبة
كل إحسان لم يعهد عينه في العهد النبوي كالاجتماع عن التراويح وبناء المدارس
والربط والكلام في التصوف المحمود وعقد مجالس المناظرة إن أريد بذلك وجه الله،
والمباحة كالمصافحة عقب صلاة الصبح والعصر والتوسع في المستلذات من أكل وشرب وملبس
ومسكن، وقد يكون بعض ذلك مكروها أو خلاف الأولى"، والله أعلم، الحديث. (أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، فتح الباري
شرح صحيح البخاري، المحقق؛ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، بيروت، دار الكتب العلمية،
سنة 1410 هـ. / 1989 مـ.، طبعة 1، ج 13، ص 316)
قال العسقلاني شرحا لحديث: (مَنْ أَحْدَثَ فِي
أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ) رواه البخاري:
وهذا الحديث معدود من أصول الإسلام وقاعدة من
قواعده, فإن معناه: من اخترع في الدين ما لا يشهد له أصل من أصوله فلا يلتفت إليه.
قال النووي: هذا الحديث مما ينبغي أن يعتنى بحفظه واستعماله في إبطال المنكرات
وإشاعة الاستدلال به كذلك. وقال الطرقي : هذا الحديث يصلح أن يسمى نصف أدلة الشرع,
لأن الدليل يتركب من مقدمتين, والمطلوب بالدليل إما إثبات الحكم أو نفيه, وهذا
الحديث مقدمة كبرى في إثبات كل حكم شرعي ونفيه, لأن منطوقه مقدمة كلية في كل دليل
ناف لحكم, مثل أن يقال في الوضوء بماء نجس: هذا ليس من أمر الشرع, وكل ما كان كذلك
فهو مردود, فهذا العمل مردود. فالمقدمة الثانية ثابتة بهذا الحديث, وإنما يقع
النـزاع في الأولى. ومفهومه أن من عمل عملا عليه أمر الشرع فهو صحيح, مثل أن يقال
في الوضوء بالنية: هذا عليه أمر الشرع, وكل ما كان عليه أمر الشرع فهو صحيح.
فالمقدمة الثانية ثابتة بهذا الحديث والأولى فيها النـزاع, فلو اتفق أن يوجد حديث
يكون مقدمة أولى في إثبات كل حكم شرعي ونفيه لاستقل الحديثان بجميع أدلة الشرع,
لكن هذا الثاني لا يوجد, فإذا حديث الباب نصف أدلة الشرع والله أعلم. وقوله:
"رد" معناه مردود من إطلاق المصدر على اسم المفعول, مثل خلق ومخلوق ونسخ
ومنسوخ, وكأنه قال: فهو باطل غير معتد به, واللفظ الثاني وهو قوله: "من عمل"
أعم من اللفظ الأول وهو قوله: "من أحدث" فيحتج به في إبطال جميع العقود
المنهية وعدم وجود ثمراتها المرتبة عليها, وفيه رد المحدثات وأن النهي يقتضي
الفساد, لأن المنهيات كلها ليست من أمر الدين فيجب ردها, ويستفاد منه أن حكم
الحاكم لا يغير ما في باطن الأمر لقوله: "ليس عليه أمرنا" والمراد به
أمر الدين, وفيه أن الصلح الفاسد منتقض, والمأخوذ عليه مستحق الرد. (أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني، فتح الباري
شرح صحيح البخاري، المحقق؛ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، بيروت، دار الكتب العلمية،
سنة 1410 هـ. / 1989 مـ.، طبعة 1، ج 5، ص 379-380)
قال الإمام النووي شرحا لحديث: (مَنْ سَنَّ فِي اْلإِسْلاَمِ
سُنَّة حَسَنَة فَلَهُ أَجْرُهَا وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ مِنْ غَيْرِ
أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّة
سَيِّئَة كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ مِنْ
غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ). رواه مسلم:
قوله صلى الله عليه وسلم: (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها)
إلى آخره, فيه: الحث على الابتداء بالخيرات وسن السنن الحسنات, والتحذير من اختراع
الأباطيل والمستقبحات, وسبب هذا الكلام في هذا الحديث أنه قال في أوله: (فجاء رجل
بصرة كادت كفه تعجز عنها, فتتابع الناس) وكان الفضل العظيم للبادي بهذا الخير,
والفاتح لباب هذا الإحسان. وفي هذا الحديث تخصيص قوله صلى الله عليه وسلم:
"كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة", وأن المراد به المحدثات الباطلة والبدع
المذمومة, وقد سبق بيان هذا في كتاب صلاة الجمعة, وذكرنا هناك أن البدع خمسة
أقسام: واجبة ومندوبة ومحرمة ومكروهة ومباحة. قوله: (عن عبد الرحمن بن هلال
العبسي) هو بالباء الموحدة. (صحيح مسلم بشرح النووي، يحيى بن شرف بن مري النووي،
دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1392، ط 2, ج 7، ص 104)
قال الإمام النووي شرحا لحديث: (مَنْ سَنَّ فِي
اْلإِسْلاَمِ سُنَّة حَسَنَة فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ
مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ وَمَنْ سَنَّ فِي
اْلإِسْلاَمِ سُنَّة سَيِّئَة فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ
وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلاَ يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ). رواه مسلم.
قوله صلى الله عليه وسلم : (من سن سنة حسنة ومن سن
سنة سيئة) الحديث وفي الحديث الآخر (من دعا إلى الهدى ومن دعا إلى الضلالة). هذان
الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة, وتحريم سن الأمور السيئة,
وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة, ومن سن سنة
سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة, وأن من دعا إلى هدى كان له
مثل أجور متابعيه, أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه, سواء كان ذلك الهدى
والضلالة هو الذي ابتدأه, أم كان مسبوقا إليه, وسواء كان ذلك تعليم علم, أو عبادة,
أو أدب, أو غير ذلك. قوله صلى الله عليه وسلم : (فعمل بها بعده) معناه إن سنها
سواء كان العمل في حياته أو بعد موته. والله أعلم. (يحيى بن شرف النووي، صحيح مسلم
بشرح النووي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، سنة 1392 هـ.، ط 2, ج 16، ص
226-227)
قال الحسيني الكفوي:
البدعة :
هي عمل عمل على غير مثال سبق وفي القاموس: "هي الحدث في الدين بعد الإكمال أو
ما استحدث بعد النبي عليه السلام من الأهواء والأعمال قيل: هي أصغر من الكفر وأكبر
من الفسق"، وفي المحيط الرضوي: "إن كل بدعة تخالف دليلا يوجب العلم
والعمل به فهي كفر؛ وكل بدعة تخالف دليلا يوجب العمل ظاهرا فهي ضلالة وليست بكفر
وقد اعتمد عليه عامة أهل السنة والجماعة ومختار جمهور أهل السنة من الفقهاء والمتكلمين
عدم إكفار أهل القبلة من المبتدعة والمؤولة في غير الضرورية، لكون التأويل شبهة
والواجبة من البدعة: نظم أدلة المتكلمين للرد على الملاحدة والمبتدعين والمندوبة
منها: كتب العلم وبناء المدارس ونحوذلك والمباحة منها: البسط في ألوان الأطعمة
وغير ذلك" (أبو البقاء أيوب بن موسى الحسيني الكفوي، كتاب الكيات، بيروت،
مؤسسة الرسالة، 1419 هـ. / 1998مـ.، المحقق: عدنان درويش ومحمد المصري، ص 234)
Komentar
Posting Komentar
Harap berkomentar yang baik